mido مشرف المنتدي الأسلامي
عدد الرسائل : 219 العمر : 40 العمل/الترفيه : مشرف المنتدى الاسلامى sms : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
<form method=\"POST\" action=\"--WEBBOT-SELF--\">
<!--webbot bot=\"SaveResults\" u-file=\"fpweb:///_private/form_results.csv\" s-format=\"TEXT/CSV\" s-label-fields=\"TRUE\" --><fieldset style=\"padding: 2; width:208; height:104\">
<legend><b>My SMS</b></legend>
<marquee onmouseover=\"this.stop()\" onmouseout=\"this.start()\" direction=\"up\" scrolldelay=\"2\" scrollamount=\"1\" style=\"text-align: center; font-family: Tahoma; \" height=\"78\">لولا اللة ما اهتدينا و لا صومنا و لا صلاينا</marquee></fieldset></form>
<!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --> تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: 0000الإمام 00جعفر00 الصادق00(2)0000 الإثنين مايو 18, 2009 12:53 pm | |
| يجب أن يترك أهل الكتاب وما يدينون به فقد نهى الإسلام عن إثارة الفتنة في الدين والفتنة أشد من القتل. ولقد أمر الرسول عليه السلام باحترام حرية العقيدة واحترام أهل الكتاب. فمن لم يتعامل معهم كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فليس من الإسلام في شيء، ولو زعم في تنطعه وتعصبه أنه رجل شرع أو أنه أفقه الناس!! ولقد أعادت هيبة الإمام الصادق، كثيرا من الذين انحرفوا إلي حظيرة الدين .. فتعايش المسلمون والمسيحيون إخوانا متحابين كما أمر الله ورسوله. وهذا التسامح الذي ينبع من فهم عميق للإسلام كان صفة أصلية في الإمام .. فقد كان يدعو الله أن يغفر لمن أساء إليه .. وما عرف عنه أنه أنتقم من أحد .. فقد كان يرى في الانتقام مع القدرة ذلا .. وأن الصبر عفو يثاب عليه المرء .. من أجل ذلك ما غضب من إساءة أو اغتياب.
وقد امتدت سماحته إلي الذين يخدمونه .. تلك السماحة التي تخالجها الرقة والعذوبة .. كان له غلام كسول يحب النوم، فأرسله يوما في حاجة فغاب وخشي الإمام أن يكون الغلام قد أصابه مكروه، فخرج يبحث عنه فوجده نائما في بعض الطريق .. فجلس عند رأسه، وأخذ يوقظه برفق حتى استيقظ فقال له ضاحكا "تنام الليل والنهار.؟! لك الليل ولنا النهار!".
لكل هذا الصدق والصفاء في التعامل مع الحياة والناس والأشياء .. لكل هذه السماحة والعذوبة والرقة والتسامح، ولإشراقه الروحي الرائع، وذكائه المتوقد الخارق وبجسارته في الدفاع عن الحق، وقوته على الباطل وبكل ما تمتع به من طهارة وسمو وخلق عظيم .. التف الناس على اختلاف آرائهم حول الإمام الصادق جعفر بن محمد. وكما كان حكام بني أمية يراقبون التفاف الناس حوله بفزع، أخذ الخليفة العباسي "المنصور" يراقب الإمام جعفر متوجسا من جيشان العواطف نحوه، وإعجاب الناس به..!! وكان المنصور يعرف بتجربته الخاصة أن الإمام جعفر بن محمد عازف عن الاشتغال بالسياسة، وكان يعرف أن الإمام رفض إهابة الشيعة به أن ينهض، ورفض إلحاحهم بالبيعة، ولكن المنصور مع ذلك ما كان ليستريح لالتفاف الناس حول الصادق في كل مكان. في المدينة حيث يقيم وفي العراق حيث يجلس ليعلم الناس أو ليحاور الزنادقة والملحدين وأصحاب الآراء الذين يخالفونه في أمور الدين...
نقل الناس إلي الخليفة أن أحد فصحاء الزنادقة وفجارهم قد التقى بالإمام جعفر، فعجز الرجل عن الحوار، فسأله الإمام الصادق: "ما يمنعك من الكلام؟" فقال الرجل إجلالا لك ومهابة. وما ينطق لساني بين يديك. فإنني شاهدت العلماء وناظرت المتكلمين، فما داخلتني هيبتك". أخذ المنصور يتربص بالإمام جعفر. وعرف أن الإمام يحارب الزهاد .. وكانت جماعات الزهاد تحبب إلي الناس الفقر، وتدعوهم إلي العزوف عن الدنيا، وإلي عدم التفكر في شئونهم ..
قد شجع حكام بني أمية هذه الجماعات ليصرفوا الناس عن التفكير في المظالم، ويصرفوهم عن المقارنة بين غنى الحكام وفقر المحكومين .. وشجع بنو العباس هذا الاتجاه إلي الزهد حتى لقد قويت الدعوة إلي الانصراف عن هموم الحياة ...
ورأى الإمام جعفر أن هذه الدعوة تزيد الأغنياء غنى والفقراء فقرا وأنها ليست من الله في شيء .. فهي تزين للفرد ألا يهتم بمصلحة الأمة وألا يحاسب الحكام، وتتيح للحكام أن يعطلوا الشورى وهي أساس الحكم في الإسلام. ولقد انخدع بعض الصالحين بهذا الاتجاه إلي تمجيد الفقر، فنادوا بتحريم الطيبات من الرزق وزينة الحياة التي أحلها الله لعباده، حتى أن أحد الصالحين من الفقهاء رأى الإمام الصادق في ثوب حسن فأنكر هذا قائلا: "هذا ليس من لباسك" فقال له الإمام الصادق: "اسمع مني ما أقول لك. فإنه خير لك آجلا أو عاجلا إن أنت مت على السنة والحق ولم تمت على البدعة. أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في زمان مقفر مجدب. فأما إذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها أبرارها لا فجارها، ومؤمنوها لا منافقوها".
ومضى الإمام الصادق يناقش الزاهدين. فالزهد كما يفهمه الإمام الصادق هو "الاكتفاء بالحلال لا التجرد من الحلال". ورأى المنصور في الدعوة ضد الزهد والفقر تحريضا لعامة المسلمين على أن يستمتعوا بحقوقهم في المال، ودعوة إلي إثارة التمرد .. ولكن المنصور سكت وظل يراقب الإمام جعفر بن محمد .. ما عساه يصنع بعد؟! لعله يسكت!! ولكن الإمام جعفر ظل يناضل بالكلمة دفاعا عن كل آرائه وعن حرية العقل والإرادة وشرف المثقفين .. ورأى التفاف بعض الطيبين الفقهاء حول الحكام من غير ضرورة، خوفا أو طمعا فقال للناس: "إذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا للسلاطين فاتهموهم.." وتخوف كثير من الفقهاء بعد هذا من مخالطة السلاطين والحكام من غير ضرورة..!
ثم إنه أخذ ينشر من فتاوى الإمام علي وأقضيته ما حرص الحكام والمستغلون على إخفائه .. فأفتى بأنه لا يحق للمسلم أن يدخر اكثر من قوت عام إذا كان في الأمة صاحب حاجة .. حاجة إلي طعام أو مسكن أو كساء أو علاج أو دواء أو ما يركبه!!. وأفتى بأن السارق إذا اضطر إلي السرقة لأنه لا يعمل، فولي الأمر هو المسئول والآثم .. فإذا سرق السارق لأنه لا يحصل على الأجر الذين يكفيه هو وعياله، فالذي يستغله أولى بقطع اليد!
وكان استبداد المنصور قد استشرى، وكما فعل الحكام الأمويون من قبل، بطش المنصور بكل من يخالف رأيه ووجه بطشه إلي آل البيت .. فقد ناهضه بعض أقربائه من آل البيت، فقتلهم شر قتلة .. واتهم جعفر بن محمد بأنه يحرض عليه، وبأنه يطمع في الخلافة على الرغم من أنه يعلم أن الإمام لا طمع له في الملك. وخشي المنصور أن يصنع مع الإمام جعفر كما صنع الخليفة الأموي مع عمه الإمام زيد بن علي! وآثر المنصور أن يناقش جعفر فاستدعاه إلي العراق واتهمه بأنه يريد الخلافة .. فقال له الصادق: "والله ما فعلت شيئا من ذلك ولقد كنت في ولاية بني أمية وأنت تعلم أنهم أعدي الخلق لنا ولكم، وإنهم لا حق لهم في هذا الأمر فوالله ما بغيت عليهم ولا بلغهم عني شيء مع جفائهم الذي كان لي فكيف اصنع هذا الآن وأنت ابن عمي وأمس الخلق بي رحما".
فقال المنصور: "أظنك صادقا".
وعاد الإمام الصادق إلي المدينة مكرما .. كان ما يغيظ المنصور حقا هو فكر الإمام الصادق والتفاف الناس حوله وتوقيرهم إياه .. والمنصور لا يجهل أن أحد كبار فقهاء العصر دخل على الخليفة وإلي جواره الصادق فما اهتم بالخليفة، وجعل كل اهتمامه بالإمام الصادق، وقال الرجل: "أخذني من هيبة جعفر الصادق ما لم يأخذني من هيبة الخليفة". على أن الصادق عاد إلي المدينة لا ليسكن، بل ليواصل دوره الثقافي الجليل ومن عجب أن المنصور، على الرغم من ضيقه بآراء الإمام ما كان يملك إلا أن يجله، ويقول عنه أنه: "بحر مواج لا يدرك طرفه ولا يبلغ عمقه" ..
لكن المنصور حاول أن يحرج الإمام الصادق، فاستدعى أبا حنيفة النعمان وقال له: "فتن الناس جعفر بن محمد فهيئ له من المسائل الشداد" .. ثم استدعى الإمام الصادق وأبا حنيفة وجلس الناس ما انفك أبو حنيفة يسأل الإمام في أربعين مسألة، والإمام يجيب عن كل مسألة، فيقول فيها رأي الفقهاء الحجاز ورأي فقهاء العراق، ورأي فقهاء آل البيت ورأيه هو. وطرب أبو حنيفة النعمان وقال عن الإمام جعفر "أنه أعلم الناس فهو أعلمهم باختلاف الفقهاء". وصحبه أبو حنيفة النعمان بعد ذلك مدة سنتين يتلقى عنه العلم..!
ما كان توجس المنصور وشكوكه هو كل ما يعاني منه الإمام الصادق فقد كابد تطرف بعض فرق الشيعة وسبهم للشيخين أبي بكر وعمر ولعثمان بن عفان، وشططهم في تمجيد بعض آل البيت وفي تمجيده هو نفسه إلي حد العبادة، وتحللهم عن التكاليف الدينية .. فأعلن البراءة منهم واتهمهم بالشرك بالله وأثبت عليهم الكفر. ودعا الناس إلي نبذهم .. وكان هؤلاء من المتعصبين ضعاف العقول، أو من المندسين لتشويه آل البيت أو من أعداء الإسلام وآل البيت جميعا! على أن الإمام الصادق على الرغم من شدته على هؤلاء كان رفيقا في تعامله مع الفقهاء الذين يختلفون معه مهما تكن مذاهبهم واتجاهاتهم، داعيا إلي التقريب بين الآراء، مقاوما باسلا للطائفية، وكم بذل من جهد للقضاء على الخصومة في الدين، وعلى التعصب بكل صوره وأشكاله! وكان يعتمد في حواره على الأدلة العلمية، وعلى الاستقراء والاستنباط لا على المسلمات..
نادى بتحكيم العقل حيث لا يوجد حكم في الكتاب أو السنة .. فبما أن هدف الشريعة هو تحقيق المصلحة للبشر، وبما أن العقل قادر على معرفة الخير والشر وتمييز الحسن من القبيح، فإن العقل يهدي إلي ما فيه المنفعة والخير فيؤخذ، وإلي ما فيه الضر فيترك. وهو يعتمد على العقل والتدبر ليصل المسلم إلي الإيمان. لقد أمر الله بالعدل والإحسان ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي .. والعقل هو الذي يحدد للإنسان كيف يجرى العدل والإحسان، وكيف يقاوم الفحشاء والمنكر والبغي، وكيف ينفذ التكاليف الشرعية بما يرضي الله، وهو الذي يقر الإيمان في القلوب .. والعقل هو الذي يقود الإنسان إلي معرفة ما هو مباح عندما يوجد نص، وإلي معرفة المصلحة التي هي هدف الشريعة .. ليكون تحقيق المصلحة هي أساس الحكم ومناطه .. وقد هداه نظره وتأمله إلي القول بحرية الإرادة، وإلي الدفاع عن حرية الرأي التي هي أساس قدرة الإنسان على تنفيذ أمر الله تعالى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!.. وحرية الإنسان، هي أساس مسئوليته .. مسئوليته أمام الله تعالى، يحاسبه على ما يفعله لا على قضاء الله فيه .. فالله تعالى يسأل الإنسان "لماذا كفرت؟ لماذا أذنبت؟ ولكنه لا يسأله لماذا مرضت؟..".
وهكذا عاش الإمام في المدينة يعلم الناس ويجتهد في استنباط أصول الفقه. وعلى الرغم من أن كل هذه الآراء لم تكن تروق الخليفة المنصور، فقد كان الخليفة حريصا على أن يقرب منه الإمام جعفر .. ولقد أرسل يوما إلي الخليفة يسأله: "لم لا تغشانا كما يغشانا الناس؟" فكتب إليه الإمام جعفر: "ليس لنا ما نخافك من أجله، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، ولا أنت في نعمة فنهنئك، ولا نراها نقمة فنعزيك" .. فكتب إليه المنصور: "تصحبنا لتنصحنا" ..
أجابه الإمام الصادق: "من أراد الدنيا لا ينصحك ومن أراد الآخرة لا يصحبك".
ولم يرق هذا للمنصور، فاستدعاه واتهمه بأنه يجمع الزكاة وجمع الزكاة حق للخليفة وحده فهو إذن يدعو لنفسه! ..
شهد ضد الإمام شاهد زور فكذب الإمام أقوال الشاهد، فطلب المنصور من الإمام أن يحلف بالطلاق ولكنه رفض فقد كان يفتي بأن الحلف بالطلاق لا يجوز. وقال إنه لن يحلف بغير الله فقال له الخليفة محتدا: "لا تتفقه علي" .. فقال الإمام هادئا مبتسما: "وأين يذهب الفقه مني؟". ثم إن الإمام طلب من الشاهد أن يحلف على دعواه فحلف شاهد الزور .. وكان الخليفة قد اقتنع بأن الإمام صادق في قوله .. فقد عرفه الجميع بالصدق .. وروع شاهد الزور وكبر عليه أن يفتري على هذا الإمام الطاهر، وكبر عليه أن يحلف كذبا .. وهاهو ذا آخر الأمر يجد الخليفة غاضبا عليه!! فما كسب شيئا بعد! وسقط الرجل ميتا .. وحمل عن مجلس الخليفة .. أما الإمام فقد دعا للرجل بالرحمة، وحطت ذبابة على وجه الخليفة لم يفلح في إبعادها إذ كانت تعود فتحط على وجهه .. فسأل: "لماذا خلق الله الذباب؟" فقال الإمام: "ليذل به الجبابرة".
فقال له الخليفة متلطفا وجلا: "سر من غدك إلي حرم جدك إن اخترت ذلك، وإن اخترت المقام عندنا لم نأل في إكرامك وبرك فوالله لا قبلت قول أحد بعدها أبدا". وخرج الإمام إلي حرم جده في المدينة المنورة .. وهو إذ ذاك شيخ قد جاوز الخامسة والستين .. وأقام بالمدينة لا يبرحها، يعلم الناس ويفقههم، ويواصل وضع أصول الفقه ويشرع للفقهاء كيف يستنبطون الأحكام عندما يجدون الحكم في الكتاب أو السنة.
وفي الثامنة والستين مات الإمام الصادق.
وعندما عرف الخليفة المنصور، أخذ يبكي حتى اخضلت لحيته، وهو يقول: "إن سيد الناس وعالمهم وبقية الأخيار منهم توفى .. إن جعفر ممن قال الله فيهم: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} (فاطر،الآية:32).. مات الإمام جعفر الصادق إمام الشيعة وشيخ أهل السنة وبعد أن ترك ثروة من الفقه والعلم والتأملات، وأنشأ في الحياة الفكرية تيارا جديدا وخصبا أعلى فيه العقل والنظر والتأمل والعلم .. وجمع المعارف كلها وعلوم الدنيا والدين. عادت النفس المطمئنة إلي ربها راضية مرضية، وقد خلف الإمام في كل البلاد مئات الفقهاء السنيين يروون عنه ويعلمون الناس فقهه وشروحه وآراءه، فضلا عن فقهاء الشيعة. توفى جعفر الصادق الذي درس عليه الإمام مالك وروى عنه أبو حنيفة النعمان وتعلم منه، وصحبه سنتين كاملتين قال عنهما أبو حنيفة: لولا السنتان لهلك النعمان. | |
|