في عام (358 هـ - 969 م) أرسل الخليفة المعز لدين الله الفاطمي جيشاً علي رأسه قائده جوهر الصقلي لفتح مصر، و قد اختط جوهر مدينة القاهرة علي شكل مربع تقريباً و بني سوراً حولها من الحجر، و قد كان بسور القاهرة عدة أبواب لم يبق منها الآن سوي بابي النصر و الفتوح في الشمال و باب زويلة في الجنوب
1- القصر الشرقي الكبير (358 هـ)
وضع جوهر الصقلي اساس القصر الذي بناه لمولاه المعز في الفضاء الذي يقع فيه الآن خان الخليلي و مسجد الحسين تقريباً و أطلق عليه أيضاً "القصر المعزي" و كان الخليفة المعز يسكن فيه و يباشر أعمال الدولة و قيل أنه كان يحتوي علي أربعة آلاف حجرة و كان بقصر المعز أبواب كثيرة منها باب الذهب و باب العيد و باب الديلم و باب الزهومة.
2- القصر الغربي الصغير
و كان غرب القصر الشرقي و هو أصغر منه بناه الخليفة العزيز بالله و موقعه مكان سوق النحاسين و قبة الملك المنصور قلاوون و ما جاوره. و كان بين قصر المعز و قصر العزيز فضاء يسع عشرة آلاف من الجند أطلق عليه فيما بعد إسم "بين القصرين".
و في أيام الفاطميون أصبحت جزيرة الروضة من المتنزهات و أنشئت فيها المناظر الكثيرة.
* العمارة الحربية في العصر الفاطمي
باب النصر
يتكون باب النصر من برجين قائمين مربعين أمام المدخل و يؤدي المدخل إلي ساحة مغطاة بقبو متقاطع و يحلي المدخل رسوم تمثل الآلات الحربية
باب الفتوح
و يتكون باب الفتوح من برجين مستديرين قائمين أمام المدخل و يؤدي المدخل إلي ساحة مغطاة بقبة منخفضة محمولة علي أربعة مثلثات كروية و يحلي المدخل بكوابيل بعضها علي هيئة رأس كبش،
و يربط بابا النصر و الفتوح سور المدينة الشمالي و يشتمل باطنه في الثلث العلوي منه علي سراديب مقببة بها أبراج تساعد علي الدفاع عن المدينة.
باب زويلة
أما باب زيولة في الجنوب و هو أقرب الشبه في تصميمه إلي باب الفتوح و يعلو برجيه المستديرين مئذنتا جامع المؤيد المجاور له و يتصل باب زويلة من الشرق قسم هام من سور بدر الجمالي.
من أهم الآثار الدينية الفاطمية في مصر :
1- الجامع الأزهر (359-361 هـ) (970 – 972 م)
يقع هذا الجامع في ميدان الأزهر و هو أول أثر فاطمي في مصر أنشأه القائد الفاطمي جوهر الصقلي بأمر من الخليفة المعز,
و يتوسط الجامع صحن مكشوف تحيطه أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة ،
و عقود الأروقة ترتكز علي أعمدة من الرخام مختلفة الطرز، و العقود من الطراز المدبب الا ما كان منها حول الصحن فهي مثلثة الشكل و يرجع تاريخها إلي أواخر الدولة الفاطمية و بداية العصر الأيوبي.
و ليس للجامع مئذنة ترجع إلي العصر الفاطمي و المآذن الحالية تنسب للسلطان قايتباي و السلطان الغوري و للأمير عبد الرحمن كتخدا أحد أمراء القرن الثامن عشر.
2- جامع الحاكم (380 – 403 هـ) ( 990 – 1013 م)
بدأ في بنائه في عهد العزيز بالله و قد تم في عهد ابنه الحاكم بأمر الله.
يتوسط الجامع صحن مكشوف تحيطه أربعة أروقة كما يوجد ثلاث قباب برواق القبلة مثل تصميم رواق القبلة الأول في الجامع الأزهر،و توجد في ركني الواجهة منارتان و لكل منهما قاعدة هرمية ناقصة حول المئذنة أقيمت لتدعيمها ،و المدخل الرئيسي بارز عن الواجهة و هو اول مثال من هذا النوع للمداخل التذكارية أخذ الفاطميون فكرته من مسجد "المهدية" في تونس.
يلاحظ أن طريقة انتقال القبة المربعة الي الدائرة في قباب رواق القلبة كانت بإستعمال المحاريب الركنية التي أخذها المسلمون عن الساسانيين و قد كانت معروفة منذ القرن الثالث الميلادي.